المقدمة:
شهد سبتمبر تزايدًا ملحوظًا في انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم في مختلف أنحاء ليبيا، حيث واصلت الأجهزة الأمنية، والعسكرية، والجماعات المسلحة ارتكاب الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين، في ظل تقاعس السلطات الليبية في الشرق والغرب عن الالتزام بواجباتها باحترام وحماية حقوق الإنسان.
فخلال هذا الشهر رصد فريق الرصد الميداني سبعٌ وعشرين (27) حالة اعتقال تعسفي في مناطق زلة، طرابلس، بني وليد، صبراتة، ترهونة، المرج وبنغازي؛ وقد شملت الاعتقالات مدنيين وقُصّر وصحفية، وتعرّضت أسر ومنازل بعضهم للاعتداء والتهديد والترهيب.
كما سجّل فريق الرصد العثور على عشرة (10) جثث تعود لمهاجرين، في مناطق صبراتة، طبرق، طرابلس، صرمان والقره بوللي؛ ورصد وفاة ثلاثة (3) مهاجرين نتيجة حادث سير لسيارة تهريب بشر مكتظّة كانوا في حوضها الخلفية.
تؤكد منظمة رصد أن هذه الأرقام تمثل ما تم رصده من قبل فريق الرصد الميداني فقط، ولا تعكس بالضرورة الحجم الكامل للانتهاكات التي حدثت في الفترة المشمولة بالتقرير.
التفاصيل:
1 سبتمبر
رصدت منظمة رصد الاعتقال التعسفي لإثني عشر (12) مدنيًا على الأقل، اثنان (2) منهم قاصريْن، في مدينة زلة جنوب شرق سرت، من قِبل جهاز الأمن الداخلي فرع هون بعد مشاركتهم في مسيرة مؤيدة للنظام السابق.
وحسب شهود، تم يوم الجمعة 6 سبتمبر نقلهم إلى مدينة بنغازي عبر طائرة من قاعدة الجفرة العسكرية، حيث انقطع الاتصال بهم، وما يزالون قيد الاعتقال حتى الآن.
2 سبتمبر
سجلت منظمة رصد انتشال جثتين اثنتين (2) مجهولتيْ الهوية من على الشاطئ بمدينة صبراتة، من قِبَل فريق الهلال الأحمر فرق صبراتة، وتم نقلها إلى مستشفى صبراتة التعليمي لاستكمال الإجراءات القانونية.
3 سبتمبر
رصدت منظمة رصد اعتقال سبعة (7) مدنيين من مدن صبراتة، وبني وليد، وترهونة، وطرابلس، من قِبَل جهاز الأمن الداخلي بطرابلس، على خلفية مشاركتهم في مسيرات مؤيّدة للنظام السابق بتاريخ 1 سبتمبر؛ وقد نشر الجهاز عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لاعترافات المعتقلين.
وفي ذات التاريخ، رصدت منظمة رصد انتشال جثتين اثنتين (2) من على الشاطئ بمنطقة باب الزيتون شرق مدينة طبرق، إحداها تعود لمهاجر سوري الجنسية؛ وتم العثور عليها بعد بلاغات عن غرق مركب مهاجرين خرج من ذات المنطقة متّجهًا نحو أوروبا، والذي تم إنقاذ تسعة (9) مهاجرين من بين اثنين وثلاثين (32) مهاجرًا كانوا على متنه.
كما عُثِر على جثّتين اثنتين (2) يُعتقد أنها تعود لمهاجريْن كانا على متن ذات المركب إحداها لامرأة سورية الجنسية، بمحافظة مطروح المصرية.
7 سبتمبر
في السابع من سبتمبر رصدت منظمة رصد العثور على جثة واحدة (1) متحلّلة مجهولة الهوية، قرب شاطئ البحر بمنطقة قرقارش في طرابلس، يُعتقد أنها تعود لمهاجر، وتم انتشالها من قِبَل فريق الهلال الأحمر فرع طرابلس، ونقلها إلى المستشفى لاستكمال الإجراءات القانونية.
12 سبتمبر
في الثاني عشر من سبتمبر، رصدت منظمة رصد الاعتقال التعسّفي لأربعة (4) رجال مدنيين، بمدينة المرج شرق ليبيا، من قِبَل مسلّحين يتبعون الكتيبة 115 مشاة بقيادة عبد الفتاح عبد الرزاق الناظوري، التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية.
وقد استهدفت الاعتقالات أسامة سالم خطاب، ومهند فتحي العيش، ومنصف أحمد العيش ومهنّد أبو رويق؛ وتعرّضت أسر الضحايا للتهديد والاعتداء، كما تم الاستيلاء على مقتنيات شخصية للضحايا، ونُقِلوا إلى مقر رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بالمرج.
كذلك تعرّض ثلاثة (3) أفراد من أسرة خطاب للاعتقال التعسّفي، وهم سالم خطاب، وأيمن سالم خطاب، وعثمان العبدلي، من قبل الشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية بعد محاولتهم فتح محضر بمركز شرطة فرزوغة بضواحي المرج في حادثة اعتقال ابنهم، وقد تم اقتيادهم أيضًا إلى مقر رئاسة الأركان العامة بالمدينة.
وتم بعد 3 أيام إخلاء سبيل سالم خطاب وعثمان العبدلي، فيما ما يزال الضحايا الخمسة (5) الآخرين قيد الاعتقال حتى الآن.
وفي ذات التاريخ، رصدت منظمة رصد العثور على جثة واحدة (1) متحللة مجهولة الهوية على الشاطئ بمدينة صرمان، يُعتقد أنها تعود لمهاجر، وتم انتشالها من قِبَل فريق الهلال الأحمر فرع صرمان، ونُقِلت إلى مستشفى صرمان العام لاستكمال الإجراءات القانونية.
13 سبتمبر
رصدت منظمة رصد وفاة ثلاثة (3) وإصابة أربع عشرة (14) من المهاجرين من الجنسية السودانية، بمنطقة العوينات جنوب مدينة الكفرة في جنوب ليبيا، إثر حادث سير لسيارة نقل مكتظّة لتهريب البشر كانوا على حوضها الخلفي، وتم نقلهم جميعًا إلى مستشفى الشهيد عطية الكاسح بالكفرة لعلاج المصابين واستكمال الإجراءات القانونية للمتوفين.
18 سبتمبر
رصدت منظمة رصد الاعتقال التعسفي للصحفية إكرام رجب بعد مغادرتها منزلها بحي السلماني، من قِبل جهاز الأمن الداخلي ببنغازي.
وبعد يوم من اعتقالها، تم اقتحام منزلها بقوة السلاح، والاعتداء على أسرتها، والاستيلاء على مقتنيات شخصية تخص الضحية، وما تزال الصحفية قيد الاعتقال التعسفي حتى الآن.
24 سبتمبر
في الرابع والعشرين من سبتمبر رصدت منظمة رصد العثور على جثة واحدة (1) متحللة مجهولة الهوية من على الشاطئ بمدينة القره بوللي غرب طرابلس، يُعتقد أنها تعود لمهاجر، وتم انتشالها من قِبَل فريق الهلال الأحمر فرع طرابلس، وتسليمها إلى جهاز الإسعاف والطوارئ لنقلها إلى المستشفى واستكمال الإجراءات القانونية.
27 سبتمبر
سجّلت منظمة رصد العثور على ثلاثة (3) جثث لمهاجرين، اثتنين منها تعود لمهاجرين من الجنسية السورية أحدهما قاصر، على الشاطئ بمنطقة عين الغزالة غرب مدينة طبرق؛ وتم العثور عليهم بعد بلاغات عن غرق مركب مهاجرين خرج من ذات المنطقة متّجهًا إلى أوروبا؛ وتم إنقاذ أحد عشرة (11) مهاجرين من بين خمس وعشرين (25) مهاجرًا من الجنسيتين السورية والمصرية كانوا على متنه، وتم نقلهم إلى مركز احتجاز للمهاجرين بمدينة بنغازي.
التوصيات:
- تطالب منظمة رصد الجرائم في ليبيا حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي الليبي والسلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب والقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، بوقف حملات الاعتقال والاحتجاز التعسفييْن، ووقف الاعتداء على أسر المعتقلين، وتطالب منظمة رصد بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيًا والكشف عن مصير المختفين قسريًا.
- تطلب منظمة رصد السلطات في شرق وغرب ليبيا باحترام وحماية حرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي، وضمان عدم ملاحقة المدنيين بسبب مشاركتهم في التظاهرات السلمية وتعبيرهم عن موافقهم السياسية.
- تجدد منظمة رصد مطالبتها السلطات في ليبيا بتحمل المسؤولية عن إنقاذ حياة المهاجرين على طول طرق الهجرة وفي البحر، وإعداد آليات فعالة للبحث والإنقاذ لوقف الخسائر في حياة المهاجرين، والعثور على المفقودين وتحديد هوياتهم، كما تطالب منظمة رصد بفتح تحقيق مستقل وشفاف للكشف عن المسؤولين عن تهريب المهاجرين وضمان محاسبة المتورطين فيها.
- تحث منظمة رصد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على الضغط على جميع الأطراف في ليبيا لاحترام وحماية حقوق الإنسان، والعمل على تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وإنهاء حالة الإفلات من العقاب.
- تجدد منظمة رصد مطالباتها لمكتب المدعي العامة للمحكمة الجنائية الدولية بالتراجع عن قراره بوقف التحقيقات في ليبيا بنهاية عام 2025، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
