المقدمة:
واصلت الأجهزة الأمنية والعسكرية والجماعات المسلحة ارتكاب الانتهاكات والجرائم الدولية ضد المدنيين خلال شهر أكتوبر، في ظل استمرار تقاعس السلطات الليبية في الشرق والغرب عن الالتزام بواجباتها في احترام حقوق الإنسان وحمايتها.
وقد رصد فريق الرصد الميداني بمنظمة رصد الجرائم في ليبيا خلال هذا الشهر اثنتي عشر (12) حالة اعتقالٍ تعسفي في مدينتيْ بنغازي ويفرن، شملت الاعتقالات امرأة واحدة، وأحد عشرة رجل، منهم شخصيات مجتمعية وأسرة صحفية.
كما سجّل الفريق العثور على سبعة وعشرين (27) جثة قبالة شواطئ مدن طرابلس، والزاوية، وطبرق وتاجوراء، تضمنت ثلاث جثث تعود لامرأة وطفليْن.
وكذلك في أكتوبر تم استخراج ست وأربعين (46) جثة متحللة من مقبرة جماعية في تاجوراء شرق طرابلس، يُعتقد أنها تعود إلى عام 2011.
وتؤكد منظمة رصد أن هذه الأرقام تمثل ما تم توثيقه من قِبل فريق الرصد الميداني فقط، ولا تعكس بالضرورة الحجم الكامل للانتهاكات التي وقعت خلال الفترة المشمولة بالتقرير.
التفاصيل:
1 أكتوبر
رصدت منظمة رصد العثور على جثة واحدة (1) مجهولة الهوية، على شاطئ البحر في منطقة قرقارش بمدينة طرابلس، يُعتقد أنها تعود لمهاجر، وتم انتشالها من قِبَل الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس، وتسليمها إلى قسم شرطة غوط الشعال لنقلها إلى المستشفى واستكمال الإجراءات القانونية.
2 أكتوبر
في الثاني من أكتوبر، سجلت منظمة رصد اعتقال المستشار بمركز الخبرة القضائية والبحوث، عادل رضوان مسعود، بوسط مدينة بنغازي، من قِبَل مسلحين يتبعون كتيبة طارق بن زياد التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية، وتم اقتياده إلى مكان مجهول لينقطع الاتصال به حتى الآن.
وفي ذات التاريخ الثاني من أكتوبر، رصدت منظمة رصد العثور على ثلاث (3) جثث متحللة مجهولة الهوية بالقرب من مصيف المطرد غرب مدينة الزاوية، يُعتقد أنها تعود لمهاجرين، وتم انتشالها من قِبَل الهلال الأحمر الليبي فرع الزاوية، ونقلها إلى مستشفى الزاوية التعليمي لاستكمال الإجراءات القانونية.
كذلك، عُثِر على جثة واحدة (1) مجهولة الهوية على شاطئ البحر بمنطقة عين الغزالة غرب مدينة طبرق، يُعتقد أنها تعود لمهاجر من جنسية آسيوية، وتم انتشالها من قِبَل الهلال الأحمر الليبي فرق طبرق، ونقلها إلى مستشفى طبرق الطبي لاستكمال الإجراءات القانونية.
11 أكتوبر
رصدت منظمة رصد في الحادي عشر من أكتوبر العثور على جثة واحدة (1) مجهولة الهوية، على شاطئ الفنار بتاجوراء شرق طرابلس، يُعتقد أنها تعود لمهاجر، وتم انتشالها من قِبَل الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس، ونقلها إلى المستشفى لاستكمال الإجراءات القانونية.
12 أكتوبر
في الثاني عشر من أكتوبر، رصدت منظمة رصد العثور على جثة واحدة (1) مجهولة الهوية، على شاطئ البحر بميناء ديلة للصيد البحري بمدينة الزاوية، يُعتقد أنها تعود لمهاجر، وتم انتشالها من قِبَل الهلال الأحمر الليبي فرق الزاوية، ونقلها إلى مستشفى الزاوية التعليمي لاستكمال الإجراءات القانونية.
16 أكتوبر
سجلت منظمة رصد الاعتقال التعسفي لوالد الصحفية إكرام رجب البالغ من العمر 72 عامًا، ووالدتها البالغة من العمر 64 عامًا، من قِبَل جهاز الأمن الداخلي ببنغازي، بعد توجههما لمقر الجهاز بمنطقة سيدي حسين للمطالبة بالكشف عن مصير ابنتهما المعتقلة لدى الجهاز. وفي 22 أكتوبر تم إخلاء سبيل إكرام ووالديها دون أي إجراءات قانونية.
20 أكتوبر
في العشرين من أكتوبر، رصدت منظمة رصد العثور على أربعة (4) جثث مجهولة الهوية بمدينة الزاوية، بشاطئ البحر قرب مناطق المحطة البخارية، ومحطة تحلية مياه الشرب ومصيف المطرد وأحد مصائف المدينة، يُعتقد أنها تعود لمهاجرين، وتم انتشالها من قِبَل الهلال الأحمر الليبي فرع الزاوية، ونقلها إلى المستشفى لاستكمال الإجراءات القانونية.
21 أكتوبر
رصدت منظمة رصد العثور على جثة واحدة (1) متحللة مجهولة الهوية، على شاطئ البحر قرب ميناء مصفاة الزاوية النفطي، يُعتقد أنها تعود لمهاجر، وتم انتشالها من قِبَل الهلال الأحمر الليبي فرع الزاوية ونقلها إلى مستشفى الزاوية التعليمي لاستكمال الإجراءات القانونية.
22 أكتوبر
سجلت منظمة رصد العثور على ثلاث (3) جثث تعود لامرأة سورية الجنسية وطفليها الإثنين، على شاطئ البحر بمنطقة الحرشة بمدينة الزاوية، بعد غرق مركبهم المتجه من ليبيا نحو أوروبا، وتم انتشالها من قِبَل الإدارة العامة لأمن السواحل والهلال الأحمر الليبي فرع الزاوية، ونقلها إلى مستشفى الزاوية التعليمي لاستكمال الإجراءات القانونية.
25 أكتوبر
في الخامس والعشرين من أكتوبر، سجلت منظمة رصد حملة الاعتقالات التعسفية على أساس الهوية ضد تسعة (9) رجال على الأقل بمدينة يفرن جنوب مدينة طرابلس، من قِبَل مديرية أمن وسط الجبل التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، والكتيبة 130 مشاة التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية.
وجاءت الحملة بعد مظاهرة نظمها سكان المدينة ضد وجود الجماعات المسلحة بالمدينة، وتعرّض خلالها المتظاهرات لإطلاق رصاص أدى إلى إصابة متظاهر واحد (1) ؛ وشملت الاعتقالات عضو بالمجلس البلدي للمدينة، واثنين من حكماءها الذين تم إخلاء سبيلهما بعد 3 أيام من الاعتقال، وما يزال البقية معتقلين حتى الآن.
30 أكتوبر
رصدت منظمة رصد انتشال اثنتي عشر (12) جثة لمهاجرين من الجنسية المصرية، من البحر بمنطقة كمبوت شرق مدينة طبرق، وتم انتشالها بعد غرق مركب مهاجرين خرج من ذات المنطقة متّجهًا نحو أوروبا، والذي تم إنقاذ مهاجر واحد (1) من بين ثلاث عشرة (13) مهاجرًا كانوا على متنه.
وبين العشرين والثلاثين من أكتوبر، سّجلت منظمة رصد استخراج ستة وأربعين (46) جثة متحللة مجهولة الهوية، من مقبرة جماعية بمنطقة بئر الأسطى ميلاد بتاجوراء شرق طرابلس، يُعتقد أنها تعود للعام 2011، وتم استخراجها من قِبَل الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، ونقلها إلى إدارتيْ الطبي الشرعي والبحث عن الرفات لاستكمال الإجراءات القانونية.
31 أكتوبر
رصدت منظمة رصد وفاة طفل يبلغ من العمر 3 أعوام، سوداني الجنسية، في مستودع لإيواء المهاجرين السودانيين بمدينة سبها، نتيجة الإهمال الطبي وتأخر المنظمات الإنسانية الدولية في الاستجابة في ظل القيود المفروضة عليها من قِبَل السلطات الليبية في الشرق والغرب. وتعتبر حالة الوفاة الثانية بين الأطفال داخل ذات المستودع بعد وفاة طفل آخر الشهر الماضي.
التوصيات:
- تطالب منظمة رصد الجرائم في ليبيا حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي الليبي والسلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب والقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، بوقف حملات الاعتقال التعسفي، ووقف الاعتداء على أسر المعتقلين، وتطالب منظمة رصد بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيًا والكشف عن مصير المختفين قسريًا.
- تطالب منظمة رصد السلطات في شرق وغرب ليبيا باحترام وحماية حرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي، وضمان عدم ملاحقة المدنيين بسبب مشاركتهم في التظاهرات السلمية وتعبيرهم عن موافقهم السياسية.
- تجدد منظمة رصد مطالبتها السلطات في ليبيا بتحمل المسؤولية عن إنقاذ حياة المهاجرين على طول طرق الهجرة وفي البحر، وإعداد آليات فعالة للبحث والإنقاذ لوقف الخسائر في حياة المهاجرين، والعثور على المفقودين وتحديد هوياتهم، كما تطالب منظمة رصد بفتح تحقيق مستقل وشفاف للكشف عن المسؤولين عن تهريب المهاجرين وضمان محاسبة المسؤولين وفق المعايير الدولية للمحاكمة العادلة.
- تحث منظمة رصد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على الضغط على جميع الأطراف في ليبيا لاحترام وحماية حقوق الإنسان، والعمل على تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وإنهاء حالة الإفلات من العقاب.
- تجدد منظمة رصد مطالباتها لمكتب المدعي العامة للمحكمة الجنائية الدولية بالتراجع عن قراره بوقف التحقيقات في ليبيا بنهاية عام 2025، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
