Skip to main content

تقرير: انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا خلال شهر أغسطس 2022

المقدمة: عمل فريق الرصد والتوثيق بالمنظمة على مراقبة ومتابعة حالة حقوق الإنسان على الأرض في مختلف مناطق ليبيا خلال أغسطس، وأبرز ما شهده ه…
أثار اشتباكات طرابلس - مصدر الصورة AFP
أثار اشتباكات طرابلس – مصدر الصورة AFP

المقدمة:

عمل فريق الرصد والتوثيق بالمنظمة على مراقبة ومتابعة حالة حقوق الإنسان على الأرض في مختلف مناطق ليبيا خلال أغسطس، وأبرز ما شهده هذا الشهر كان الاشتباكات الدموية التي اندلعت وسط الأحياء المكتظة في مدينة طرابلس و خلفت قتلى وجرحى بين المدنيين وخسائر في المنشآت المدنية والمباني السكنية، كما يتابع مكتب الرصد عن كثب ما يحدث في منطقة بوهادي جنوب سرت من فرض حصار أمني وحملة اعتقالات تعسفية ضد السكان المحليين وسط تضييق وقطع خدمات الاتصالات والإنترنت والتعتيم المتعمد على المعلومات، وفي كل مره نؤكد أن ما يرد في تقريرنا الدوري يمثل فقط ما تم رصده والتأكد والتثبت من صحته بواسطة فريقنا العامل في ليبيا، و لا يعكس بالضرورة الحجم الحقيقي للانتهاكات، وفيما يلي مزيد من التفاصيل.

التفاصيل:

11 أغسطس

رصدت المنظمة استخدام العنف والقوة المفرطة وإطلاق الرصاص ضد المتظاهرين السلميين أمام حقل الشرارة النفطي قرب مدينة أوباري من قبل مسلحين تابعين للواء 128 المعزز التابع للقيادة العامة للجيش الليبي، وقال شهود أن العناصر المسلحين أطلقوا النار عشوائيا على تجمع لسيارات المتظاهرين مما أدى لإصابة عدد خمسة (5) سيارات، بالإضافة للاعتداء بالضرب على ثلاثة (3) متظاهرين وفض المظاهرة بقوة السلاح.

19 أغسطس

سجلنا في التاسع عشر من أغسطس مقتل علي عبد السلام الفرجاني 22 عام، متأثرا بإصابته برصاصة مجهولة المصدر قرب منزله بمدينة بنغازي.

14 أغسطس

رصدت المنظمة اختطاف المدير التنفيذي بمفوضية المجتمع المدني التابعة للمجلس الرئاسي الليبي صلاح عبد السلام محمد، بالقرب من مكان عمله في منطقة النوفليين من قبل مسلحين ينتمون لجهاز الأمن الداخلي فرع طرابلس واقتياده الى غير معروف، ولايزال مصيره مجهول حتى الآن.

15 أغسطس

سجلت المنظمة الاعتداء على المراسل التلفزيوني محمد مسعود بالضرب أمام مبنى البرلمان في طبرق من قبل عناصر جهاز الأمن الداخلي، أثناء تغطيته لجلسة البرلمان يوم الاثنين الموافق الخامس عشر من شهر أغسطس، وأصيب على إثر الاعتداء بكدمات بالإضافة الى تحطيم معدات التصوير، وقطع البث وطرده من المكان.

16 أغسطس

مقتل امرأة تدعى خيرية محمد المحروق، بالغة من العمر 80 سنة، إثر تعرضها لرصاصة جراء اشتباكات بين مجموعات مسلحة مجهولة قرب منزلها بمنطقة الحرشة قرب مدينة الزاوية.

18 أغسطس

في الثامن عشر من شهر أغسطس رصدنا مقتل الطفل أيوب محمد المهدي، البالغ من العمر 9 سنوات، وإصابته طفلين آخرين من نفس العائلة بجروح بليغة جراء سقوط قذيفة على منزلهم في شارع جمال عبد الناصر وسط مدينة سبها.

21 أغسطس

رصدنا يوم الأحد 21 أغسطس قيام كتيبة طارق بن زياد التابعة للقوات المسلحة الليبية بفرض حظر التجوال على السكان المحليين بمنطقة بوهادي جنوب مدينة سرت، وحرمانهم من التنقل والوصول الى المرافق الخدمية من بينها المستشفيات، وإغلاق المحال التجارية.

بالتزامن مع اعتداءات على المنازل وقطع الاتصالات والإنترنت، رافقها حملة اعتقالات تعسفية، وحسب إفادات شهود أن السبب أمني يتعلق بالقبض على مطلوبين بالمنطقة، ولايزال الوضع مضطرب بالمنطقة حتى وقت إعداد هذا التقرير.

22 أغسطس

سجلنا انتشال عدد سبعة (7) جثث متحللة مجهولة الهوية من إحدى المقابر الجماعية الواقعة بمدينة ترهونة، والتي تعود لفترة سيطرة اللواء التاسع المعروف بالـ “الكانيات” على المدينة، انتشلت الجثث بواسطة الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين.

25 أغسطس

اختطاف عبد الرحيم علي القذافي، 70 عاما، وأبنه خميس، بعد اقتحام مسلحين تابعين لكتيبة طارق بن زياد منزلهم في منطقة بوهادي جنوب سرت، بحثا عن أحد أفراد العائلة بسبب نشره فيديو ينتقد فيه الحصار وحظر التجوال والتضييق على السكان في المنطقة.

27 أغسطس

تابعت المنظمة عن كثب الاشتباكات التي دارت يوم السبت السابع والعشرين من أغسطس وسط الأحياء المكتظة بالسكان بمدينة طرابلس، بين الكتيبة 92 التابعة لرئاسة الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية وجهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، وتلاها اشتباكات أخرى بين قوات اللواء أسامة اجويلي المتحالفة مع حكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب الليبي وقوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

في ذات الوقت اندلعت اشتباكات وحرب شوارع في منطقة جنزور غرب طرابلس، بين الكتيبة 55 مشاة الموالية لحكومة فتحي باشاغا وقوات اللواء 52 التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

قتل جراء هذه الاشتباكات الدامية مالا يقل عن ثلاثة عشر (13) من المدنيين بينهم امرأتين وطفل واحد، وعشرات المصابين والجرحى، حسب إحصائية خاصة قام مكتب الرصد والتوثيق بالمنظمة من التثبت منها.

كما أسفرت الاشتباكات عن استهداف أربعة (4) مستشفيات ومراكز طبية ومبنى هيئة السلامة الوطنية، وخلفت أضرار مادية جسيمة في المباني السكنية والمنشآت المدنية.

ونتج عنها استهداف سيارتين إسعاف تابعة لمركز الطب الميداني بينما كانت تعمل على إخلاء العالقين والمصابين في مناطق الاشتباكات وسط طرابلس.

وفي ذات التاريخ السابع والعشرين من أغسطس، سجلنا إصابة عامل أجنبي برصاصة في الصدر على إثر الاشتباكات التي دارت على الطريق الساحلي زليتن بين قوة حماية الدستور التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، ومسلحين موالين لحكومة فتحي باشاغا.

29 أغسطس

رصدت المنظمة اختطاف الشاعر محمد اللافي موسى، بالقرب من مدينة البيضاء بعد اعتراض طريقة من قبل مسلحين يستقلون سيارات مدنية تابعة لجهاز الأمن الداخلي فرع البيضاء، واقتادوه الى سجن قرنادة ليوم واحد، قبل أن ينقل بعد ذلك الى سجن الرجمة بضواحي مدينة بنغازي، وحسب الشهود أن سبب الخطف يعود لقصيدة ألقاها في احدى المناسبات قبل ساعات من اعتراضه.

كما ورصدنا في التاسع والعشرين من أغسطس اختطاف القذافي علي ضو، وشقيقه المهدي، بعد اقتحام منزلهم من قبل عناصر كتيبة طارق بن زياد في منظفة بوهادي جنوب سرت، واقتيادهم الى مكان مجهول.

30 أغسطس

رصدت المنظمة اختطاف طفل طالب لجوء سوداني الجنسية، مازن محمد أبو رحاب، البالغ من العمر 14 سنة، في مدينة ورشفانة غرب طرابلس، من قبل مسلحين مجهولين وأرسلوا لأسرته فيديو يظهر فيه وهو يتعرض للتعذيب مطالبين بدفع مبلغ مالي مقابل إخلاء سبيله.

وفي ذات التاريخ رصدنا اختطاف أحمد مجيد نصر، 20 عاما، قرب منزله في منطقة بوهادي جنوب سرت من قبل عناصر الإدارة العامة للبحث الجنائي، واقتياده الى مكان مجهول.

31 أغسطس

سجلنا انتشال (15) جثة متحللة مجهولة الهوية من مقبرتين جماعيتين في باحة مستشفى ابن سينا بمدينة سرت من قبل الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، ويعتقد أن الجثث تعود لفترة سيطرة تنظيم داعش على المدينة.

التوصيات:

نحمل الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان وحكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي الليبي المسؤولية القانونية الكاملة عن الخسائر في الأرواح والخسائر المادية التي نتجت عن الاشتباكات في طرابلس، ونطالب النائب العام الليبي والهيئات المختصة بالأمم المتحدة فتح تحقيق وإحالة المسؤولين الى القضاء، لضمان عدم إفلاتهم من العقاب وتحقيق العدالة للضحايا.

ونطالب القيادة العامة للجيش الليبي وقف حملة القمع والاعتقالات التعسفية وإنهاء الحصار الأمني وحظر التجوال على منطقة بوهادي، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، ونطالب النائب العام الليبي فتح تحقيق مستقل للعمل على تقديم المسؤولين عنها للعدالة.

كما نطالب كافة الأطراف بالكشف عن مصير المختطفين والمعتقلين تعسفيا والمختفين قسريا، وإخلاء سبيلهم دون قيد أو شرط، ونحملهم مسؤولية سلامتهم وحياتهم.

وندعو السلطات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الفئات المستضعفة وخاصة المهاجرين وطالبي اللجوء والأطفال، من كافة أشكال العنف، بما في ذلك توفير الرعاية الطبية وتوفير أليات البحث والإنقاذ.

ونناشد البعثة المستقلة لتقصي الحقائق وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تحمل مسؤولياتهم اتجاه التحقيق وتحديد المسؤولية الجنائية والقانونية للأطراف المتورطة في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.